الاثنين، 25 مارس 2013

" الأم-ناليزا "

طبعا لا تمر سيرة تلك اللوحة إلا و طال فيها الحديث ضمن اللوحات الفنية المشهورة ، و الجميلة ، و الغريبة و الــ.... و الـــ... و هلّما جرّ من تلك الاوصاف التّي كنيت بها لوحات " اللوفر " على مر الزمان ....  أحب الفن الراقي و لا أمنع نفسي أحيانا من زيارة بعض معارض اللوحات الفنية رغم أنني حقيقة لا أفقه كثيرا في هذا النوع من الفن ... و لكن هناك لوحات تعبث بي ، ترمقني بنظرة كي أتطلع فيها ... قد تأخذني بعض اللوحات إلى  عالم جميل ( لا أتحدث هنا طبعا عن شعار شركة الإتصالات " زين ... عالم جميل " ) ... و تأخذني لوحات أخرى إلى عالم مظلم تماما كالكابوس ،،، و تماما كعالم الإعلانات المبتذلة التي أصبحت ترهق كاهل شاشات التلفزيون و تحرمنا من متعة متابعة  بعض البرامج و هي تنقطع بين الدقيقة و الأخرى لتعرض سخافة بعض الإعلانات (... رغم أن هذه الإعلانات قد حققت ملايين المرابيح لأصحابها ، و طبعا أفلست جيوب بعض الناس منها ... حقّا " رزق الهبل على المجانين  " ( مع بعض تحفظي لهذا المثل ، فرأي الدين يرفض هذه المقولة ، فالرزق على الله طبعا هبلا كانوا أو مجانين  ) ... و لكن ...أهبل من يدفع ملايين الدولارات لتصوير إعلان تلفزي مبتذل مقابل رفضه دفع دولار واحد لتصوير إعلان دعوي أو تـثـقيفي ... و مجنون من يصدّق مثلا " أن بونيكس ... نظافة ،،، ريحة ،،، توفير " .... و أعتقد أن بعض الشركات التي قمت بذكر إسمها على سبيل المثال إن قرأت مدونتي ستقوم برفع  قضية ضدي للطعن في منتوجاتها و التشهير بها ... و لست هنا لأنقد تلك الشركات و لا للحديث عنها أصلا ... و إنما ... بربّكم ألم تحسوا بأن مجرد الحديث عن عالم هذه الإعلانات مزعج  جدا ... لذلك أخبرتكم أن بعض اللوحات تدخلني في شعور مزعج تماما كهذا العالم ....
أرأيتم  بانفسكم ... كنت أكتب عن تلك اللوحة ... و فجأة إنقطع مجرى الكتابة ليحل محله الحديث عن الإعلانات ... تشتت أفكاركم أليس كذلك ... هذا ما تفعله بالضبط تلك الإعلانات المكررة  طيلة  فترة البرنامج حتى أنك عند إنتهائه لا تتذكر منه شيئا عدى إسم بعض المنتوجات التي عرضت اثناء الفاصل الإعلاني أو أنك تقوم بالإتصال بأقرب " بقالة " ليأتيك بقطعة شوكولا سال رمقك عندما رايت إعلانها المغري في شاشة التلفاز " ... جالكسي ... عندما تعشق الشوكولاطة " ...

أما أنا هنا لا اريد أن يسيل رمقكم و لا أن تتصلو بالبقالة ...  كلّ ما أريده أن تتمعنوا في تلك اللوحة " لوحة الموناليزا " و بعد ذلك تتصلوا بأمهاتكم فإن كنّ على قيد الحياة ( أطال الله في عمر كلّ أم ) فأخبروها كم هي جميلة و إن تجعد وجهها أخبرها بأن التجاعيد زاددتها جمالا تماما كاللوحة البيضاء عندما نرمي فوقها بعض الألوان فهي تزداد إشراقا ... و إن كنّ متوفيات ، قم بالإتصال بالله عزّ و جل ( عن طريق صلاتك ) و أدعو لهنّ بالرحمة و الغفران ....

و الحديث عن هذا و لوحة " الموناليزا " مفاده أنني شخصيا رغم إحترامي لمثل هذا الفن و رقيّ لوحات الفنان دافنشي و رغم أن هذه اللوحة يعتبرها النقاد و الفنانون واحدة من أحد أفضل الأعمال على مر تاريخ الرسم ... و رغم تلك الإبتسامة العابثة التي ترتسم على شفاه الموناليزا إلاّ أنني أرى شخصيا أن وصف اللوحة تجاوز الحدود و مبالغ فيع نوع ما ،،، و أن لوحة واحدة لوجه كلّ أمّ يرسمها أي إبن أو إبنة لوالدته بإحساس و عمق و حبّ ( خاصة و إن كانت الأم معطاء ) سنرى لوحة أجمل من الجوكاندا و إبتسامة أرقى و أحلى من إبتسامة الموناليزا ،،، لا بل أن اللوحة ستبعث الطمأنينة في نفس كلّ من يشاهدها ،،، ذلك أن فنانا يقوم برسم وجه أمه بكلّ التفاصيل بحبّ و إحساس عاليين ،  فيحفر تجاعيدها على الورق و يطلق العنان لريشته ترسم نظرات أمّ حنونة و شفاها تبتسم رغم تعب الأيام التي كانت سببا في تلك التجاعيد ستولد حينها لوحة تستحق حقّا أن تعرض في متحف اللوفر ...
جميعنا نملك لوحة أشهر و أرقى  من الجوكاندا فلنقل لعلّها " الأم ناليزا " ...  ،،، إن كنت رسّاما ، قـم من الآن و إذهب لرسم لوحة لوالدتك ،،، و من الآن لا تحتاج لقطع تذكرة لباريس حتى تتمتع بمشاهدة لوحات متحف اللوفر ،،، يكفيك لوحة واحدة تعلقها في بيتك و تلقي عليها التحية في كل صباح ... حتى تبدأ يومك بـــعالـــــــم جــــــــــــميـــــــــــل .... دمتم أثرياء بأمهاتكم ..................
لــيــتـني كنت " رسّامة " ....
منى ( وردة تشرين )

السبت، 12 يناير 2013

جاي على بالي أكتب ،،، رغم غطرسة القـلـم

لطالما قرأت هذه المقولة " لتكتب لا يلزمك ورقة و قلم بل يجب أن يجرحك أحدهم حدّ الكتابة " !!؟ .. هل يُعقل أن يأتي المخاض لقلمي ، يجب عليه أن ينجرح ، حتّى يلد الكلمات ؟!
لطالما كتبت للحياة ، كتبت للمطر ... دون أن اُجرح.
مُـتاكسل هو قلمي يأبى الكتابة حين أطلب منه ذلك... لديه شموخ تماما كصاحبته ... ينتظرني ان أفرح حدّ البكاء أو أحزن حدّ البكاء كي يٌلقي بحبره على الورق ...
عندما لبست كلماتي ثوب الفرح ، تبعثرت ، تماما كصبيّة تنتعل الكعب العالي لأوّل مرّة فتتأرجح حتّى تـثـبّت خطاها ... ففي الفرح عادة قلّما نركز في الأشياء ، نرى الدنيا ورديّة كما غنّت " ميراي ماثيو " "La Vie en Rose " .
أما حين تلبس كلماتي عباءة الحزن ، أرى قلمي يفيض سيلا على الورق، تصبح كلماتي كإمرأة ترتدي ثوبا أسودا و هي في أوج انوثتها... في الحزن نصبح أكثر رقة و إحساسا و تصبح كلماتنا أرقى ، وحده الحزن يذكّـرك بحدودك كـإنسان ... في الحزن نصبح ارقى لذلك دموعنا هي أغلى و أثمن غالبا من إبتسامتنا .
 ** همسة : " لا تستهينوا بدموع من تحبّون " .

منى - زهرة تشرين - 12 يناير/جانفي 2013